إنطلقت أمس أولى فعاليات أمسيات "السوق نازل" والذي تنظمه منظمة تطوع للتنمية المجتمعية في محافظة نابلس، حيث تحرص منظمة تطوع ضمن اهدافها الرئيسية على اعادة احياء التراث الفلسطيني والتمسك بالعادات الاصيلة، ومن ضمنها إحياء العادات القديمة في مدينة نابلس، حيث شهدت المدينة يوم امس أمسيات "السوق نازل" في خان الوكالة، أحد أقدم وأعرق الاماكن التاريخية في المدينة، والذي سبق وشهد أيضاً احياء ليلة منتصف شعبان- ليلة الشعلة، التي غابت لفترة طويلة عن المشهد النابلسي، وحرصت منظمة تطوع على اعادة احيائها من جديد.

وتتضمن فعاليات "السوق نازل" ذهاب أهل المدينة إلى الأسواق، ويستمر النزول إلى 'السوق نازل' خلال ليالي الشهر، ينشد فيها الأهالي الأغاني التراثية القديمة، وينظمون الاحتفالات والدبكات، ويحملون الفوانيس في ليالي الشهر الفضيل.

وفي أولى أمسيات "السوق نازل"، تخللت الفعالية فقرات للحكواتي طاهر باكير، الذي ادخل البهجة والسرور لقلوب الاطفال وعائلاتهم، اضافة الى وصلات غنائية من القدود الحلبية والموشحات الاندلسية، اضافة الى الفرق الموسيقية الصوفية، وتوزيع الحلوى والعصائر على المشاركين في الفعالية.

الناشط في منظمة "تطوع" الدكتور طريف عاشور، قال "إن عدداً من العادات والتقاليد بدأت تنقرض وتتلاشى، فجاء دورنا من اجل اعادة احياء تلك العادات وتسليط الضوء عليها من جديد، من اجل إعادة تصديرها للأبناء والأحفاد كي يتوارثوها من جديد ."

من جانبه، اشار نائب رئيس مجلس ادارة منظمة تطوع، اللواء عبد الاله الاتيرة، الى حنين أهالي نابلس لإعادة إحياء الكثير من العادات التي أوشكت على الاندثار، ومن هنا جاء اهتمام منظمة تطوع باعادة احيائها بالتدريج، ومن ضمنها مثلا مدفع رمضان الذي كان يطلق وقت الافطار او حتى الامساك في ساعات الفجر، حيث تمنع اسرائيل إعادة تشغيله أو تزويد السلطة الوطنية الفلسطينية بالمواد المستخدمة في إطلاق قنابله، مع بداية انتفاضة الاقصى، فهو عادة وتراث إسلامي قديم يعود لدولة المماليك.

وقد أثنى الدكتور عبد الله كميل، رئيس مجلس ادارة منظمة تطوع على أمسيات "السوق نازل"، موجهاً شكره لكافة متطوعي منظمة تطوع في نابلس والقائمين عليها، وابرق برسالة تقدير للشركاء الذين تعاونوا في احياء اهم العادات الخاصة بمدينة نابلس، واعداً بمزيد من الفعاليات التراثية الهادفة وفي مختلف مدن فلسطين.